منهجنـا

منهجنـا
إنَّ منهجنا في تنزيه النسب العلوي الفاطمي هو امتداد لمنهاج السلف الصالح من أعلام اهل النسب,
 المشهور عنهم الصدق والأمانة,
ولقد تجنبنا ان نورد أي قول او شهادة او دليل,
مما ورد في أي كتاب من الكتب التي خطها اصحاب التدليس من الشعوبيين والأعاجم,
إلا في المواضع التي نريد من خلالها فضح تزويرهم وتدليسهم و فضح الكتب التي خطوها بأيديهم لصالح جهات معينة,
ولإدخال إفراد وفئات الى النسب الفاطمي بالباطل في ذلك الوقت الذي خطوا فيه هذه الكتب,
لغايات سياسية ولإضفاء السمة الشرعية والقدسية على حكم هؤلاء لبعض شعوب الامة!
و لقد التمسنا لأنفسنا طريق الحقيقة في التحقيق العلمي كالذي الذي سار عليه النسابون المحققون الأوائل في امة العرب والإسلام على مدى قرون،
ولم نبتدع طرقا ً جديدة في منهاجنا ,
بل سرنا على ما ساروا عليه من منهاج وعمل.
وينبغي في خضم ذلك الاشارة الى وجود فئتين من النسابين:
الفئة الاولى:
هم علماء الانساب المحققين الذين تركز عملهم على جانب الاحصاء من جهة وضبط الانساب وتحصينها من جهة اخرى ونفي الدخيل عنها من جهة ثالثة.
ليمنعوا بذلك من تسول نفسه الانتساب الكاذب للدوحة العلوية المطهرة. وقد قدموا خدمات عظيمة في هذا المجال.
والفئة الثانية:
هم الذين يتلقبون بالنسابين ويسترزقون منها وقد اهتموا بجانب الاحصاء واهملوا جانبي ضبط الانساب ونفي الدخيل عنها ،
فتراهم منهمكين في جمع مشجرات النسب ومبسوطاتها واحتفظوا لأنفسهم بسجلات معلوماتية ضخمة تتضمن أسماء القبائل والعوائل دون أن يخوضوا غمار تمحيصها ونفي الدخيل عنها وضبطها لئلا تخترق من قبل المندسين الكذابين.
إنَّ الفئة الثانية من النسابين قد أضرّت بعملية تحقيق الانساب إضراراً كبيراً من جهتين:
الاولى:
هو قبولهم لأي نسب يعرض عليهم وترويجهم له بدون تدقيق مما يوهم أصحاب تلك الانساب بصحتها ،
ويتراكم الوهم عبر العقود والقرون ليصبح حقيقة لا تقبل الفحص والامتحان !
والثانية:
إنَّ أولئك النسابون وقفوا في جانب المخالفة والمخاصمة لكل من يعمل على فحص الانساب وامتحانها ، ويرفضون قبول نتائج التحقيق العلمي المبنية على خطى النسابين الاولين والخاضعة لقواعد التحقيق الصحيحة !
فأصبحوا حجر عثرة في طريق المحققين للانساب والمنقحين لها.
ولقد حاولنا في منهجنا أن نبتعد عن توظيف نتائج ما نقوم به من تنزيه عن الصراعات المذهبية والطائفية والتي يسير عليها الشعوبيين والأعاجم اليوم ويوظفوها على منابرهم،
لذلك لم نفرق في منهجنا في التعامل بين أنساب الناس بإختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم،
وحاولنا جهدنا أن ننظر للجميع نظرة متوازنة ومتساوية.
بعيد عن الميل الى أي طرف كان,
وخططنا لأنفسنا طريقا لا يقبل التدليس والمواربة على حساب الحق والانصاف,
وإنَّ منهجنا يعتمد على الطرق الآتية في نفي النسب الدخيل:
1.                       مقارنة نسب الفرد أو العائلة أو القبيلة مع المصادر القديمة المعتبرة ، فإذا ما وجدنا ان ذلك الفرد او القبيلة او العائلة ينتسبون الى أبن غير موجود أو أبن غير معقب ، فنقوم بنفي النسب وتسقيطه. وهذا الاسلوب شائع في عمل النسابين المحققين القدماء ومبثوث في ثنايا كتبهم ومؤلفاتهم المعتبرة.
2.                       الاستناد الى قاعدة جعل لكل قرن من الزمان ثلاثة اجيال ، وامتحان الانساب وفقها ، وهو اسلوب متبع من قبل النسابين المحققين ولكن ينبغي الحذر في استعمال هذه القاعدة حيث ينبغي ملاحظة أن العديد من الآباء يولد لهم أبناء وهم في الخمسينيات أوالستينيات من عمرهم مما يقلل عدد الآباء في كل قرن الى اقل من ثلاثة آباء. يقول السيد حسين الحسيني الزرباطي في كتابه "دوحة السلطان في النسب" : (هناك من اتخذ من عدد أفراد المسلسلة النسبية معياراً للحكم بصحة السلسلة أو خطئها ، فيقدر لكل قرن عددا خاصاً من الأفراد ثم يعين عدد القرون علي ضوئها فإن طابقت المدة الحاصلة من العدد مع الزمن الفاصل بين الجد الأعلي والمنسوب حكم بالصحة . قال ابن خلدون : " إذا كنت قد استربت فى عددهم وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لديك فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الآباء ، فإن نفدت علي هذا القياس مع نفود عددهم فهو صحيح وإن نقصت عنه بجيل فقط غلط عددهم بزيادة واحد فى عمود النسب ، وإن زاد بمثله فقط سقط واحد . وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم إذا كان محصلاً لديك "ـ تاريخ ابن خلدون : ج1 ص171 ـ 172 ـ والحق أن هذا معيار غالبى لامطلق تابع لنوع الأشخاص وأعمارهم وتناسلهم فإن القرن يمكن أن يكون ظرفاً لست حلقات من سلسلة الآباء كما يمكن أن يكون ظرفا لحلقتين ، فلو فرضنا أن الرجل تزوج بعد البلوغ مباشرة وأنجب ثم الابن أنجب بعد البلوغ وهكذا لحصلت فى كل ست عشرة سنة حلقة من النسب ، ولهذا نري فى بعض الأعمدة خمسة آباء فى القرن بينما نرى فى غيرها شخصين فقط أو ثلاثة ، وعليه فلا يمكن التعويل عليه كمعيار واقعى للحكم بصحة نسبة أو خطئها .
نعم إذا كان العدد فى كل قرن خارج عن ظرفيته فلا يبقي شك فى خطأ العدد، كأن ينهى أحد فى زماننا نسبه إلي على بن أبى طالب (عليه السلام) بمئة ظهر أو ينهيه بأربعة أظهر.
لذلك إنَّ اسلوبنا في تحقيق الانساب كما يرى المتتبع هو الأسلوب التقليدي المتبع عند النسابين ولم نبتدع كما اسلفنا قبل قليل بطريقة جديدة.

تبقى مسألة أن تكون هناك عوائل قد دخل الخلل أو النسيان على سلسلة نسبها فسقط أسم او أسماء منها مما يجعلها عرضة للنفي ،
في هذه الحالة إن قام الدليل والبينة على وجود الخلل فلا بأس بذلك ويتم تدارك الخلل وتصحيحه. وإن لم يتمكن أحد من تقديم البينة والدليل على وجود الخلل أو تصحيحه بصورة وثائقية معتبرة ، فلا يمكن حينئذٍ سوى الحكم بنفي ذلك النسب. فالبينة على المدعي ، فإن لم يتمكن من تقديم بينته فعليه أن يرضى بواقعه.
وسوف نقدم الآن امثلة من أقوال النسابين القدماء المحققين تدل على صحة منهجنا في التحقيق وإننا إنما نتبعهم فيما أبتدأوه من تنزيه للانساب :
* نماذج من كتاب "سر السلسلة العلوية" للشيخ أبو نصر البخاري المتوفى سنة 341هـ:
ـ ص 44 : (كل من انتسب الى محمد بن موسى من غير ولده ابراهيم بن محمد فهو دعى كذاب).
ـ ص 49 : (وقوم ينتسبون الى الحسن بن على العريضى بالكوفة وخراسان لا يصح لهم نسب).
ـ ص 51 : (وبمصر قوم من المنتسبين الى عبد الله بن احمد بن محمد بن اسماعيل لا يصح لهم نسب عندي).
ـ ص 76 : (قال أولاد سليمان بن الحسين الاصغر لا يثبت نسبهم عند اكثر من لقيت من العلماء النسابة والله أعلم . 
ـ ص 78 : (لا يصح نسب عيسى بن زيد بن الحسن بن على بن على عليه السلام ما أعقب هو عندي وعند جماعة من النسابة).
ـ ص 85 : (أعقب على وابراهيم وعون أولاد محمد بن على " ع " ثم انقرض نسلهم فمن انتسب اليوم إليهم فهو دعى كذاب قطعاً).
ـ ص 86 : (المنتسبون الى ابراهيم بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله ابن جعفر بن محمد ابن الحنفية بشيراز والاهواز لا يصح لهم نسب).

* نماذج من كتاب "المجدي في أنساب الطالبين" للنسابة العمري المتوفى في القرن الخامس الهجري:
ـ ص 165 : (ومنهم الحسن وعبد الله ابنا أبي الحسن علي بن الشبيه ابن محمد بن زيد النسابة ابن علي بن الحسين بن زيد الشهيد ، ماتا في حياة أبيهما ، وادعى الى عبد الله ابن امرأته ، وهو مبطل كاذب ، ولا ولد لعبد الله ولا لاخيه . قال ابن دينار : كان انسان جندي مع ابن رايق علي أيام البريدين شاب قصير أسمر ، يزعم أنه أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن على الشبيه هذا ، فسألت أنا عنه شيخ الشرف ، فقال : مبطل دعي كاذب ودرج فلا بقية له). 
ـ ص 196 : (الحسين بن ابراهيم قبلت له ولد في جزيرة بطبرستان ، وهم علي وأحمد وأم كلثوم وفاطمة وزينب ، قال ابن دينار : ما أراهم إلا أدعياء ، لان أهل الحسين ابن ابراهيم الجواني قالوا درج). 
ـ ص251 : (وادعى إلى عبيد الله رجل يقال له جعفر له عقب ، كذاب مبطل دعي ، وبهراة رجل قال : أنا جعفر بن محمد بن الحسن بن أبي طالب هو جعفر بن طاهر بن عبيد الله ، وهذا نسب باطل ، والرجل دعي ليس لعبيد الله بن محمد ولد اسمه طاهر ، ولم يعقب من ولد عبيد الله بن محمد بن عمر غير علي الطبيب وحده). 
 نماذج من كتاب "نظم العقيان في اعيان الاعيان" لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ:
ـ ص137 : (قاضي القضاة بدر الدين محمد التَّنَسي ـ ولد قبل سنة ثمانين وسبعمائة ـ بن قاضي القضاة ناصر الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن عطاء الله بن عوض بن نجا بن ابي الثناء حمود بن تهار بن يونس بن حاتم بن يبلى بن جابر بن هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. قال البقاعي في معجمه: هكذا كتب لي نسبه بخطه ولا تتمشى صحته على القاعدة التي سمعتُ شيخ الاسلام أبن حجر ينقلها عن قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون وهي إنّا إذا شككنا في نسب حسبنا كم بين من في اوله ومن في آخره من السنين ، جعلنا لكل مائة سنة ثلاثة انفس فإنها مطردة عادةً وإنْ أخرمت فبالزيادة. قال ابن حجر: ولقد اعتبرنا بها انساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحّت وأنساب كثيرٍ ممن تكلم في انسابها فانخرمت).
ـ ص170 : (الحافظ تقي الدين محمد ـ ولد سنة 787هـ ـ بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن فهد بن سعد بن هاشم بن محمد بن احمد بن عبد الله بن القاسم بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب. هكذا كتب لي نسبته بخطه والحافظ نجم الدين عمر ، ورأيت البقاعي توقف فيه في معجمه من حيث أن بينه وبين علي بن ابي طالب تسعة عشر رجلاً).. الى أن يقول: (ثم لما دخلت مكة اخبرت ان انتسابهم اولاً كان الى عتبة بن ابي لهب ثم اخرجوا هذا النسب) !
فهذه نماذج قليلة من فيض كثير جداً في هذه الكتب المذكورة وغيرها من كتب الانساب المعتبرة. ومنهجنا إنما مستمد من منهج هؤلاء النُسّاب المعتبرين والموثوقين.
بقي ملاحظة مهمة ينبغي ذكرها ،
هو اننا عكفنا على دراسة كل ما ورد وما خطه بعض النسابين المعروف عنهم النفس الشعوبي والرافضي,
ولقد وجدنا من الدس والتدليس الكثير,
وتحت ايدنا مخطوطات خطها هؤلاء سننشرها على الموقع,
والتي تثبت مدى تزويرهم و دسهم في انساب الفاطميين,
لغايات معلومة ومريبة والتي ادخلوا من خلالها العديد من الخطوط والسلالات على نسب الفواطم بالباطل,
ونؤشر في نهاية سرد منهاجنا,
بأننا عندما نبطل نسب عائلة ما انما نبطل النسب الذي نقوم بذكره وهو منقول اما عن مصادر تاريخية او عن مصادر من العائلة التي نبحث نسبها نفسها. و
لذلك فنحن لا نبطل نسب تلك العائلة مطلقاً ، فلا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ، وانما نحقق النسب الذي وصلنا  فإن تبين بطلانه نقوم حينئذ بذكره في موقعنا هذا.
فعندما نقول بإبطال نسب العائلة الفلانية فالمقصود كما اسلفنا ابطال النسب المذكور ،
وربما هناك حجة صحيحة عندهم تثبت نسبهم من الناحية الشرعية ،
ونحن لا نتعرض لذلك.
والحمد لله رب العالمين.