أبطال نسب القتادات

تنزيـه النسـب العلـوي عـن إنتسـاب القتادات
وبطلان ادعاءهم النسب العلوي

أن النسب العلوي الشريف كان دائما هدفا ً لذوي الاطماع وذوي الانحراف الفكري والعقائدي,
وقد ادَّعاه كثيرون من أجل الشهرة أو لسرقة اموال الناس بالباطل ,
او لإضفاء القدسية على مناهجهم الضالة المنحرفة, و لتسويق البـدع والانحرافات على اتباعهم ،
كما فعلها الصفويين و بني بويه  و من جاء على اثرهم من الفرق المارقة و الخارجة عن الملة المحمدية,
كالرافضة والمجوس ومجاميع الفرق الشعوبية,
او لكسب الامارة والزعامة على الناس بإدعاء النسب العلوي ليكتسبوا الشرعية في التسلط على الناس,
ومن أجل الاستيلاء على أموال الناس بالباطل.
وأكثر من ادَّعى هذا النسب الشريف للنبي صلى الله وآله,
 هم الرافـضـة الإثني عشرية والزيدية والإسماعيلية وفرق من الصوفية والصفويين و من جاء على اثرهم اليوم من اصحاب شعار الولاية لأهل البيت في ايران،
و ظهر على مدى تاريخ الامة الاسلامية ادعياء للنسب العلوي,
 انشئوا امارات و حكموا الامة الاسلامية على فترات من الزمن تحت شعار الادعاء بالنسب العلوي الفاطمي!
ليضفوا الشرعية على حكمهم,
 كـ أبناء عبيد الله بن ميمون القداح اليهودي الاصل- الرافضــة الباطنية - الذين تسموا كذباً وزوراً وبهتانًا بــ " الفاطميين".

ومن هؤلاء الأدعياء قتادة بن إدريس بن مطاعن,
يدعي اليوم الكثير من الدخلاء على النسب العلوي الفاطمي الإنتساب الى نسب القتادات و إلانتسابهم الى قتادة بن ادريس بن مطاعن,
ومعلوم بان ادعاء قتادة بن ادريس للنسب العلوي جاء بعد دخوله الى مكة وقتله للفليتات الامراء – امراء مكة,
ليضمن شرعية حكمه لمكة وعدم اعتراض العلويين في البلاد الإسلامية لسلطته فأدعى النسب العلوي[1]!
وقد وُلد قتادة بن إدريس بن مطاعن عام 527 هـ في العلقمية،
وهو وادي من أودية يَنبُع ،
وكان من الطائفة الزيدية ، 
وحكم مكة فترة من الزمن بعد ان دخلها بالسيف وطرد منها الفليتات الامراء "امراء مكة" ثم مات مقتولاً على يد ابنه..
الذي طمع في الحكم!
قتله ولده (حسن) في آخر جمادى الآخرة سنة 617 هـ وقيل 618 هـ ،
وكان عمره عند مقتله 90 سنة ،
ذُريته:
كان لقتادة من الأولاد تسعة،
 منهم
حسن: الذي قتل أباه قتادة ليستولي على إمرة مكة، وهو جد ذوي هجار.
راجح: أمير السرين.
عليّ الأكبر.
عليّ الأصغر.
إدريس.
ولهم عقب حتى يومنا هذا في الحجاز ومنهم ملوك الأردن وملوك العراق.
و أخر من حكم من القتادات في مكة هو علي بن حسين ,
هذا الذي اعان بريطانيا على الاطاحة بالحكم العثماني للامة الاسلامية,
على امل ان يسلموه ملك العرب,
فغدرت به بريطانيا لصالح آل سعود.
و انتهى حكمه بدخول مكة تحت حكم آل سعود وهؤلاء هم أحفاد يهود يني قريضة نزلاء الدرعية بلا خلاف,
 و الذين انشأوا مملكة آل سعود برعاية بمعية بريطانيا.
والتي تحكم الحجاز ونجد حتى يومنا,
المحور الاول في بطلان نسب القتادات:
فالذي يهمنا من هذا البحث ,
هو النسب العلوي المزعوم لــ(قتادة).
اما النسب العلوي المزعوم الذي ادعاءه قتادة بن إدريس بن مطاعن،
وتدعيه كل الأسر والعوائل الدخيلة على النسب العلوي والتي تدعي الانتساب الى قتادة!
فهو كما يلي :
قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن عبدالله الرضا بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب[2]
وهذا نسب باطل ولا يصح إطلاقاً لانقطاع السلسلة بإجماع اهل النسب!.
حيث قال الإمام المؤرخ النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق:
 المتوفي سنة 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463)[3] ما نصه :
"عبدالله بن محمد بن موسى الثاني، لا عقب له بالأتفاق"
فهنا ينقل الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي ,
 أتفاق النسابين على عدم تعقيب عبد الله بن محمد بن موسى الثاني.
ونقل أيضاً الإمام المؤرخ النسّابة البيهقي في نفس الكتاب مانصه :
محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون كان له عقب بالتمام ثم أنقرضوا.
قول أبن فندق بهذه الجملة السابقة أن محمد كان له عقب ثم أنقرضوا فسرها الرازي في الشجرة المباركة بقوله :
وأما محمد الأصغر بن موسى الثاني ، فلهم من الأولاد المعقبين:
عبد الله أبو الزوائد ، واحمد الأعرج .
أما أبو الزوائد (عبد الله) فله أبن أسمه محمد ويدعى أبو الزوائد أيضا ولمحمد هذا أبن يدعى أيضا أبا الزوائد أسمه سليمان.
ويفسرها أيضا المروزي الازورقاني في الفخري (ولمحمد الأصغر الأعرابي بن موسى الثاني ابنان معقبان :
أحمد أبو علي الأعرج وعبد الله أبو الزوائد ، لأن أصابعه كانت أربعة وعشرين أعقب أيضاً.
ويفسرها أيضاً العمري في المجدي في نهاية القرن الخامس :
ومحمد الأعرابي الأصغر بن موسى أعقب ، وسكت لم يذكر العقب.
ويفسرها أيضاً شرف العبيدلي في تهذيب الأنساب ونهاية الأعقاب :
والعقب من ولد أبي عبد الله محمد الأصغر وهو الأعرابي من :
 ( أبي علي ) أحمد الأعرج وفيه عدد ومن عبد الله بن محمد أبي الزوائد.
وذكر أبن الطقطقي في الأصيلي[4] :
ومن ولد موسى الثاني محمد الأصغر الأعرابي أعقب بينبع.
وفي عمدة الطالب محمد الأصغر الملقب بالعربي والحسين الأصغر بنو موسى الثاني أنقرضوا.
وهنا نخلص إلى أن محمد الأصغر الأعرابي بن موسى الثاني كان له ولدين أحمد الأعرج وعبد الله أبو الزوائد أعقبا ذرية والذرية أعقبوا ثم أنقرضوا وهذا ما عناه أبن فندق صفحة 464.
أما في الصفحة 463 الجزء الثاني لأبن فندق :
عبد الله بن محمد بن موسى الثاني ، لا عقب له بالاتفاق.
يفهم قوله لا عقب له بالاتفاق أنه لم يعقب وهو عبدالله الأكبر بن محمد الثائر.
وليس النسابة أبن فندق وحده من أسقط نسب (القتادات ، القتاديين) بل غيره ممن سبقه كثير و أعطيك أمثلة:
النسابة أبو الحسين يحيى العقيقي,
 المتوفى سنة 277 هـ في كتابه النسب الكبير للطالبيين قال بإنقراض العقب من عبد الله الثائر بن موسى الثاني.
وأيضا النسابة يحيى الهاروني بن الحسين الأحول المتوفى سنة 424 هـ في مخطوطه نسب الطالبيين قال بإنقراض هذا العقب.
والنسابة الحسين بن جعفر بن الحسين المعروف بخداع و الذي كان حياً سنة 340 هـ ذكر في كتابه نسب آل أبي طالب إنقراض أصولهم في عهده.
ونقيب الأشراف العلويين الشريف يحيى بن محمد العلوي الذي كان حياً سنة 375 هـ في كتابه نسب الطالبيين ذكر هذا الإنقراض و قال :
 لا نعلم من يدعي الانتساب إليهم اليوم.
والنسابة محمد بن محمد بن علي الحسيني العلوي المتوفى سنة 437 هـ في كتابه النسب الكبير قال بأن أصولهم أنقرضت.
والنسابة محمد بن محمد بن هبة الله الطرابلسي كان حياً سنة 492 هـ في كتابه أنساب قريش يقول كل من يدعي الإنتساب إلى أصولهم كذاب دعي.
ثم جاء النسابة أبن فندق البيهقي ليلخص ما جاء عن النسابة المتقدمين و يقول:
 بأن هذه الأصول أنقرضت بإجماع النسابين،
ولا شك أن قوله بإجماع النسابين لم يأت من فراغ.

المحور الثاني في بطلان نسب القتادات :
و المحور الثاني وضوح بطلان نسب القتادات هو وجود الخلل وإلاشكال الكبير في سلسلة النسب المزعوم لقتادة بن إدريس ..
نذكر منها كما يلي:
جاء في كتاب الأصيلي في أنساب الطالبيين للنسّابة صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي الحسني المتوفي سنة 709 هـ مانصه :
 أما علي بن عبد الله فعقبه من ولده الحسن وللحسن هذا ثلاث أولاد حميد وعبد الله ومحمد .. 
فلم يذكر أن لعلي بن عبدالله ولداً بأسم سليمان".
وأيضاً يضرب عمود نسب قتادة بن إدريس بن مطاعن بما جاء في كتاب الشجرة المباركة للمؤرخ النسّابة الفخر الرازي[5] حيث قال ما نصه :
أما موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين بالأتفاق عشرة :
محمد الأكبر وهو جد أمراء مكة وإدريس وكان رئيسا ببادية ينبع وعلي الأصغر وصالح الأعور ويوسف الخزف والحسن وأحمد ويحيى النقيب العابد وداود ومحمد الأصغر الأعرابي الثائر ، 
أما محمد الأكبر فله من الأولاد المعقبين خمسة :
 أبو عبد الله الحسين وهو أمير مكة وفي ولده الأمارة والقاسم الحرابي والحسن الحرابي وعلي وعبد الله الأصغر...
إلى أن قال وأما محمد الأصغر بن موسى الثاني فله من الأولاد المعقبين عبد الله أبو الزوائد وأحمد الأعرج أما أبو الزوائد فله أبن أسمه محمد ويدعى أبو الزوائد أيضاً ولمحمد هذا أبن يدعى أيضاً أبا الزوائد أسمه سليمان.
فإن قلنا أن محمد الثائر المذكور في مشجرة قتادة هو محمد الأصغر الأعرابي الثائر وقلنا بأن عبد الله الأكبر المذكور في المشجر هو الذي ذكره الرازي "عبد الله أبو الزوائد" فإن عبد الله هذا له أبن أسمه محمد كما ذكر الرازي ولمحمد هذا سليمان ولم يذكر لمحمد أبي الزوائد أبناً إسمه (علي) كما في مشجرة ونسب قتادة..
أما أن قلنا بأن محمد الثائر بن موسى الثاني المذكور في المشجر هو المسمى عند الرازي بمحمد الأكبر وقلنا بأن عبدالله الأكبر الذي جاء في مشجرة قتادة هو عبد الله الأصغر عند الرازي فلم يذكر من أبناءه من أسمه "أبو جعفر محمد الثعلب"..
وبهذا يتضح أن نسب ومشجر قتادة بن إدريس بن مطاعن باطل من كُل الجوانب.
وان ادعاءه للنسب العلوي كان للتغطية على استلامه لمكة وقتله للفليتات الهواشم الأمراء,
وحتى يضفي القدسية والشرعية لنفسه في حكم مكة وتوريث حكمها لأبناءه من بعده بالرغم من ان ابنه حسن قتله ليستولي على حكمها!.

الخلاصة :
- بطلان نسب قتادة بن إدريس بن مطاعن.
- قتادة بن إدريس بن مطاعن من بيت مجهول.
- قتادة بن إدريس بن مطاعن أنتسب كذباً وزوراً وبهتاناً إلى بيت منقرض لا عقب لهم بالأتفاق كما بينّا سلفاً.
- قتادة بن إدريس بن مطاعن ادّعى النسب الشريف لأسباب دينية وسياسية وإجتماعية من أجل الإستيلاء على الحكم ، وقد نجح.
- قتادة بن إدريس بن مطاعن عمود نسبه الذي ادعاه أخوه (عيسى) باطل من كل الجوانب ففي عمود نسبه رجال ليس لهم عقب وبعضهم غير مذكورين في كتب التاريخ والأنساب اصلا!!.
- كُل من أنتسب إلى :
عبد الله بن محمد بن موسى الثاني الحسني الهاشمي فهو كذاب دعي ..
لأن عبد الله بن محمد بن موسى الثاني الحسني الهاشمي لا عُقب بالأتفاق,
حيث قال الإمام المؤرخ النسّابة أبو الحسن علي بن زيد البيهقي الأوسي الأنصاري المعروف بأبن فندق المتوفي سنة 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463) ما نصه :
عبدالله بن محمد بن موسى الثاني ، لا عقب له بالأتفاق ...
 وقال أيضاً : محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون كان له عقب بالتمام ثم أنقرضوا.
لا يُستبعد أن يكون قتادة بن إدريس بن مطاعن من بقايا يهود خيبر,
وهذه الرواية لها من الادلة والقرآئن ما يدعمها بشكل كبير,
 وقد جاءت إشارات و روايات نسابين في الحجاز و الشام وما يتواتر على السنة القبائل العربية ما يدعم ويؤكد ذلك,
وكذلك ما جاء من خلال العلم الحديث و تحليل البصمة الوراثية الخاصة بهذه العائلة و التي جاءت مطابقة لقبائل من الأشكناز اليهود.
- كان قتادة بن إدريس بن مطاعن من الزيدية .
- قتادة بن إدريس بن مطاعن مات مقتولاً .. قتله ولده (حسن) في آخر جمادى الآخرة سنة 617 هـ وقيل 618 هـ ، وهذا عقاب من الله عز وجل.


الهوامش:
[1] روايات تتواتر على لسان أهل التاريخ والنسب والمؤرخين في نجد والحجاز والأردن وفلسطين.
[2] جاء في كل مخطوطات ووثائق وانساب من يدعون الانتساب الى قتادة, وجاء ايضا في كتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، لمحمد بن أحمد الفاسي.
[3] كتاب لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463)، تأليف الإمام المؤرخ النسّابة أبن فندق.
[4] كتاب الأصيلي في أنساب الطالبيين تأليف صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي الحسني.
[5] كتاب الشجرة المباركة تأليف المؤرخ النسّابة الفخر الرازي.

المصادر :..

-            لباب الأنساب والألقاب والأعقاب (2/463)، تأليف الإمام المؤرخ النسّابة أبن فندق.
-            الأصيلي في أنساب الطالبيين تأليف صفي الدين محمد المعروف بأبن الطقطقي.
-             الشجرة المباركة تأليف المؤرخ النسّابة الفخر الرازي.
-            النسب الكبير للطالبيين ,النسابة أبو الحسين يحيى العقيقي المتوفى سنة 277هـ.
-            مخطوطه نسب الطالبيين للنسابة يحيى الهاروني بن الحسين الأحول المتوفى سنة 424 هـ .
-            نسب الطالبيين لنقيب الأشراف العلويين الشريف يحيى بن محمد العلوي  كان حياً سنة 375 هـ.
-            النسب الكبير للنسابة محمد بن محمد بن علي الحسيني العلوي المتوفى سنة 437 هـ.
-            أنساب قريش للنسابة محمد بن محمد بن هبة الله الطرابلسي كان حياً سنة 492 هـ .
-            جمهرة أنساب العرب : لابن حزم الأندلسى المتوفي سنة 456 للهجرة .